هل شعرت يومًا بأن وزنك لا يتناسب مع جهودك في النظام الغذائي أو التمارين الرياضية؟ قد يكون السبب وراء ذلك ليس فقط أسلوب حياتك، بل أيضًا خلل الهرمونات؛ إذ توجد علاقة بين الاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن؛ مسببة صعوبة فقدان الوزن والتخلص من الدهون رغم كل المحاولات. 

في هذا المقال، سنتعرف معًا إلى كيف يمكن أن تلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في زيادة الوزن وكيفية التعرف على تلك الاضطرابات؛ مما يساعدك في اتخاذ خطوات صحيحة نحو استعادة توازن جسمك. 

 

ما هي الاضطرابات الهرمونية؟

تعرف الاضطرابات الهرمونية بأنها خلل أو تغيير في مستويات الهرمونات في الجسم، مما يؤثر في وظائف الأعضاء والعمليات الحيوية، الهرمونات مواد كيميائية تفرزها الغدد الصماء، وتعمل على تنظيم العديد من العمليات الحيوية، مثل: النمو والتمثيل الغذائي والمزاج، والإنجاب.

في حالة اضطراب توازن تلك الهرمونات، قد تظهر أعراض غير طبيعية، مثل: زيادة أو نقصان الوزن أو التعب المزمن أو تغيرات الدورة الشهرية أو اضطرابات في النوم.

العلاقة بين الاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن

العلاقة بين الاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن علاقة معقدة؛ إذ تلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك الأيض وتوزيع الدهون، وفي حالة خلل أو اضطراب مستويات الهرمونات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه، وإليك بعض الطرق التي تؤثر بها الاضطرابات الهرمونية في الوزن:

الغدة الدرقية

اضطرابات الغدة الدرقية، مثل قصور الغدة الدرقية أي عدم إفرازها كميات كافية من الهرمونات، وتسبب تلك الحالة بطء عملية الأيض على نحو كبير؛ مما يؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن. على العكس فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب فقدان الوزن غير المبرر.

متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

تؤدي الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن تكيس المبايض إلى ارتفاع مستويات الأندروجينات (الهرمونات الذكرية)؛ مما يعطل التوازن الطبيعي للهرمونات الأنثوية، ويسبب مقاومة الأنسولين، تلك المقاومة تؤدي إلى تخزين الدهون، خصوصًا في منطقة البطن.

مستويات الكورتيزول

يعرف الكورتيزول بأنه هرمون التوتر، وعندما يرتفع مستوى ذلك الهرمون نتيجة للضغوط النفسية أو الجسدية المستمرة؛ يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، كما يمكن أن يزيد الشهية للطعام، مما يسهم في زيادة الوزن.

الأنسولين

مقاومة الأنسولين حالة تحدث عندما تصبح خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم؛ مما يعزز تخزين الدهون ويزيد الوزن، خصوصًا في منطقة البطن.

هرمونات الأنوثة

التغيرات في مستويات هرمونات الأنوثة، مثل: الإستروجين والبروجستيرون، في خلال مراحل معينة من الحياة، مثل: الحمل أو انقطاع الطمث، قد تؤدي إلى زيادة الوزن، في تلك الفترات تتراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم، مثل: البطن والفخذين.

التأثير على الشهية

الاضطرابات الهرمونية قد تؤثر في مراكز الشهية في الدماغ، مما يزيد الرغبة في تناول الطعام أو الشعور بالجوع المستمر؛ مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام ومن ثم زيادة الوزن.

كيف أعرف أن زيادة الوزن بسبب الهرمونات؟

توجد عدة علامات وأعراض قد تشير إلى وجود خلل هرموني. لكن من المهم الانتباه لتلك الأعراض ومراجعة الطبيب لإجراء فحوصات هرمونية دقيقة، وإليك بعض المؤشرات التي قد تدل على أن زيادة الوزن ناتجة عن اضطرابات هرمونية:

  • زيادة الوزن المفاجئة أو الغير مبررة

إذا لاحظت زيادة الوزن بدون تغيير في نظامك الغذائي أو نمط حياتك، قد يكون ذلك نتيجة خلل هرموني، ذلك يشمل الزيادة في الوزن حتى مع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

  • تراكم الدهون في مناطق معينة

زيادة الوزن بسبب اضطراب هرموني عادة تتركز في مناطق معينة، مثل: البطن أو الذقن أو الفخذين، تبعًا لنوع الهرمون المتأثر، على سبيل المثال، ارتفاع مستويات الكورتيزول قد يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن.

  • تغيرات الدورة الشهرية

إذا كنت تعاني مشكلات في الدورة الشهرية، مثل: فترات غير منتظمة أو غياب الدورة الشهرية أو نزيف غير طبيعي؛ فقد تكون الهرمونات هي السبب وراء زيادة الوزن، وذلك شائع في حالات متلازمة تكيس المبايض.

  • الإرهاق والتعب المستمر

اضطرابات الغدة الدرقية، خاصة قصور الغدة الدرقية، يمكن أن تسبب شعورًا مستمرًا بالتعب والإرهاق، وقد تؤدي تلك الحالة إلى زيادة الوزن بسبب بطء عملية الأيض.

  • مقاومة الأنسولين

إذا كنت تشعر بالجوع المستمر أو تجد صعوبة الحفاظ على مستويات سكر الدم؛ فقد تكون مقاومة الأنسولين هي السبب، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن، ويزيد احتمالية الإصابة بمرض السكري.

  • التغيرات في المزاج أو التوتر

ارتفاع مستويات الكورتيزول بسبب التوتر المستمر قد يسبب زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن، بالإضافة إلى شعور مستمر بالقلق أو الاكتئاب.

  • زيادة في الشهية أو الرغبة في تناول الطعام غير الصحي

بعض الاضطرابات الهرمونية تزيد شهية الشخص للطعام، خاصة للأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون؛ مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

  • تغيرات الجلد والشعر

الاضطرابات الهرمونية، مثل: تكيس المبايض أو مشكلات الغدة الدرقية قد تؤدي إلى تغيرات في الجلد، مثل: جفاف الجلد أو ظهور حب الشباب أو تساقط الشعر أو نمو شعر غير مرغوب فيه في مناطق معينة.

ما هي أعراض الاضطرابات الهرمونية؟

الاضطرابات الهرمونية تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض التي تختلف تبعًا لنوع الهرمون المتأثر والمكان الذي يحدث فيه الاضطرا، وفيما يلي أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود اضطراب هرموني:

  • زيادة الوزن بشكل غير مبرر أو صعوبة فقدان الوزن رغم اتباع نظام غذائي صحي.
  • تغيرات في الدورة الشهرية، سواء دورة شهرية غير منتظمة أو انقطاع الدورة الشهرية.
  • ظهور حب الشباب في مراحل عمرية غير معتادة.
  • تساقط الشعر أو نمو شعر زائد في مناطق غير مرغوب فيها، خاصة في حالات مثل متلازمة تكيس المبايض.
  • جفاف الجلد أو تغيرات في ملمسه، خاصة في حالات قصور الغدة الدرقية.
  • الشعور بالتعب المزمن وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية على نحو طبيعي، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • القلق أو الاكتئاب أو تقلبات مزاجية شديدة، وهي من الأعراض الشائعة نتيجة اضطرابات هرمونات مثل الكورتيزول أو الإستروجين.
  • التعرق المفرط أو الشعور بالحرارة الزائدة دون مبر؛ر قد يكون نتيجة اضطراب في مستويات الهرمونات مثل الكورتيزول أو الأدرينالين.
  • الشعور بألم في المفاصل أو العضلات؛ قد يحدث نتيجة انخفاض مستويات هرمونات معينة، مثل الإستروجين في مرحلة انقطاع الطمث.
  • الأرق أو صعوبة النوم بشكل منتظم، وهو عرض شائع في حالة اضطراب هرمون الاستروجين أو الكورتيزول.
  • مشكلات الهضم سواء الإمساك أو الإسهال غير مفسر؛ قد يحدث نتيجة مشكلات الغدة الدرقية أو اضطراب في الهرمونات الهضمية.
  • زيادة الرغبة في تناول الطعام فجأة، خاصة الأطعمة ذات السكر العالي أو الدهون، قد تكون نتيجة مقاومة الأنسولين أو ارتفاع مستويات الكورتيزول.
  • انخفاض الرغبة الجنسية أو زيادة مفاجئة في الرغبة الجنسية؛ يمكن أن يكون نتيجة لتقلبات هرمونية، مثل: هرمونات الأستروجين والتستوستيرون.

يمكنك أيضًا قراءة: المزيد من المقالات المتنوعة عن أبرز جراحات السمنة والمناظير والتجارب الناجحة على موقع د. محمد تاج الدين

 

كيف أتخلص من زيادة الوزن بسبب الهرمونات؟

بعد معرفة العلاقة بين الاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن؛ نتطرق الآن إلى كيفية التعامل مع زيادة الوزن الناتجة عن الاضطرابات الهرمونية، وإليك بعض الخطوات التي قد تساعد على التحكم في الوزن بشكل فعال:

  • التشخيص والعلاج الطبي

يجب أولاً استشارة طبيب مختص لإجراء فحوصات هرمونية دقيقة؛ للتأكد من وجود اضطرابات هرمونية، مثل: قصور الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض أو مقاومة الأنسولين.

بناءً على نتائج الفحوصات قد يوصي الطبيب بالعلاج المناسب، مثل: تناول الأدوية التي تعالج مشكلات الغدة الدرقية أو تحسين حساسية الأنسولين في الجسم.

  • النظام الغذائي المتوازن

تناول الأطعمة الغنية بالألياف تساعد على تحسين الهضم والتحكم في الوزن، والتركيز على تناول الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، إلى جانب تقليل الكربوهيدرات البسيطة: مثل: السكريات المضافة والدقيق الأبيض؛ لأنها قد تؤدي إلى زيادة الوزن خاصة في حالة مقاومة الأنسولين.

كذلك الاهتمام بالبروتين لبناء العضلات والشعور بالشبع لفترة أطول؛ إلى جانب تقليل الدهون المشبعة.

  • ممارسة الرياضة بانتظام

التمارين الهوائية، مثل: المشي السريع والجري والسباحة أو ركوب الدراجة، تساعد على حرق الدهون وتحسين الأيض، كذلك تساعد تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال على بناء العضلات، مما يسهم في زيادة معدل الأيض وحرق المزيد من السعرات الحرارية.

  • إدارة التوتر

الحد من مستويات الكورتيزول من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل أو اليوغا يمكن أن تساعد على تقليل التوتر وتحسين التوازن الهرموني، كذلك الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيد يعزز توازن الهرمونات ويقلل من مستويات التوتر.

  • الاهتمام بالصحة النفسية

يمكن أن تؤدي التغيرات في المزاج الناتجة عن الاضطرابات الهرمونية إلى الإفراط في تناول الطعام؛ لذا من الضروري الاهتمام بالصحة النفسية، والتحدث مع مختص إذا كنت تعاني مشكلات عاطفية مرتبطة بالوزن.

  • تناول المكملات الغذائية

في بعض الحالات قد يوصي الطبيب باستخدام بعض المكملات الغذائية، مثل: أوميجا 3 وفيتامين د، أو المعادن التي تساعد على دعم توازن الهرمونات وتحسين الأيض.

  • التقليل من الأطعمة المصنعة

الأطعمة المعلبة والمعالجة التي تحتوي على سكريات ودهون غير صحية قد تؤثر سلبًا في الهرمونات وتزيد الوزن، ومن الأفضل الاعتماد على الأطعمة الطبيعية والطازجة.

  • المراقبة المنتظمة لمستويات الهرمونات

بعد بدء العلاج أو تعديل نمط الحياة، من المهم مراقبة مستويات الهرمونات بانتظام من خلال الفحوصات الدورية؛ لضمان عودة الهرمونات إلى توازنها الطبيعي.

 

أفضل دكتور لجراحة السمنة والمناظير في مصر

يعد الدكتور محمد تاج افضل دكتور جراحة السمنة والمناظير في مصر؛ حيث أجرى أكثر من 9000 عملية للسمنة على مدار أكثر من 17 سنة بأعلى معدلات الامان وأفضل نسب نجاح، ويتم عمل العمليات بأحدث تقنيات جراحات السمنة تقنية التكميم الثلاثى الحديث باستخدام الدباسات الثلاثية الأمريكية تعمل بنظام ال powered امريكية الصنع مع تقنية احكام الغلق GST التى تعطى اعلى معدلات الامان وبدون اثار جانبية.

Dr Mohamed Tag
بكالوريوس في الطب , جامعة الأزهر تقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف ديسمبر 2003 درجة الماجستير (في العلوم)

نصائح طبية متعلقة

لا توجد نصائح طبية متعلقة

احجز