في رحلة البحث عن حلول فعالة لمكافحة السمنة المفرطة، تبرز العديد من الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى مساعدة الأفراد على استعادة صحتهم وتحسين نوعية حياتهم. 

من بين هذه الإجراءات، تبرز عملية تحويل المسار الساسي كخيار فعال يعد بفقدان وزن سريع في وقت قليل، وهو بالضبط ما قد تحتاج إليه.

في هذا المقال، سنتعمق في فهم عملية تحويل المسار الساسي، ومميزاتها، وعيوبها، ونقارنها بإجراء آخر شائع وهو تكميم المعدة، لنقدم لك صورة واضحة تساعدك في اتخاذ قرار مستنير.

 

ما هي عملية تحويل المسار الساسي

حتى نتمكن من المقارنة، يجب علينا أولاُ أن نتعرف على عملية تحويل المسار الساسي.

عملية تحويل المسار الساسي أو “SASI” (Single Anastomosis Sleeve Ileal Bypass)، هي إجراء جراحي حديث نسبياً يجمع بين تقنيتي تكميم المعدة وتحويل مسار الأمعاء. 

تتضمن هذه العملية خطوتين رئيسيتين:

  1. تكميم المعدة: يقوم الجراح أولاً باستئصال جزء كبير من المعدة، حوالي 70-80% من حجمها الأصلي، تاركًا معدة أصغر على شكل أنبوب أو كم (Sleeve Gastrectomy). هذا الإجراء يقلل بشكل كبير من كمية الطعام التي يمكن للمريض تناولها في الوجبة الواحدة، مما يساعد على تقليل السعرات الحرارية المتناولة.
  2. تحويل جزئي لمسار الأمعاء الدقيقة: بعد تكميم المعدة، يتم إجراء وصلة واحدة (Anastomosis) بين الجزء السفلي من المعدة الجديدة (المخرج) وجزء معين من الأمعاء الدقيقة، يكون عادةً في الجزء السفلي منها (Ileum). يتم تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من الوقت الذي يستغرقه الطعام للمرور عبر الجهاز الهضمي وبالتالي يقلل من امتصاص السعرات الحرارية والدهون.

الميزة الفريدة في عملية تحويل المسار الساسي تكمن في أن الوصلة بين المعدة والأمعاء تكون “واسعة” نسبيًا، مما يسمح ببعض المرور الطبيعي للطعام عبر الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر والصائم). 

يُعتقد أن هذا التصميم يقلل من خطر بعض المضاعفات المتعلقة بسوء الامتصاص الشديد الذي قد يحدث في أنواع أخرى من عمليات تحويل المسار الأكثر جذرية. 

ومع ذلك، فإنه لا يزال فعالًا في تقليل امتصاص السعرات الحرارية والمواد الغذائية بشكل كافٍ لتحقيق فقدان وزن كبير ومستدام.

 

ما هي مميزات عملية تحويل المسار الساسي

تتمتع عملية تحويل المسار الساسي بعدة مميزات تجعلها خيارًا جذابًا لبعض المرضى، ومن أبرز هذه المميزات:

  • فقدان وزن كبير ومستدام: نظرًا لتصغير حجم المعدة وتقليل امتصاص السعرات الحرارية، يحقق المرضى عادةً فقدانًا كبيرًا ومستدامًا للوزن بعد العملية.

والمقصود بمستدام هو أن هذا الوزن المفقود من الصعب اكتسابه مجدداً، وهو من المخاوف التي قد تجعل المريض يخشى الخضوع لعمليات السمنة. 

لكن الإجراءات التي تتخذي في عملية الساسي تضمن عدم حدوث ذلك بنسب كبيرة. 

  • تحسين أو علاج الأمراض المصاحبة للسمنة: أظهرت الدراسات فعالية عالية لعملية الساسي في تحسين أو علاج العديد من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وانقطاع التنفس أثناء النوم.
  • بساطة نسبية مقارنة ببعض أنواع تحويل المسار الأخرى: تتضمن عملية الساسي وصلة واحدة فقط بين المعدة والأمعاء، مما قد يقلل من خطر بعض المضاعفات مقارنة بعمليات تحويل المسار التي تتضمن وصلتين.
  • تحسين جودة الحياة: من خلال فقدان الوزن وتحسين الحالة الصحية، يشعر العديد من المرضى بتحسن كبير في جودة حياتهم ومستوى طاقتهم وثقتهم بأنفسهم.

هذه المميزات هي السبب الذي يجعلنا نقول أن عملية تحويل المسار الساسي من أفضل الإجراءات التي من الممكن أن تنقذ حياة مريض السمنة، بل وتحولها تحولاً كبيراً للأفضل. 

 

ما هي عيوب عملية الساسي 

على الرغم من المميزات العديدة لعملية الساسي، إلا أنها تنطوي أيضًا على بعض العيوب والمخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار:

  • مخاطر سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن: نظرًا لتقليل امتصاص المواد الغذائية، يكون المرضى أكثر عرضة لنقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامينات A و D و E و K، وفيتامين B12، والحديد، والكالسيوم. يتطلب ذلك مراقبة طبية دقيقة وتناول مكملات غذائية مدى الحياة.
  • احتمالية حدوث إسهال متكرر: قد يعاني بعض المرضى من إسهال متكرر أو براز رخو نتيجة لتغير طريقة امتصاص الطعام في الأمعاء.
  • خطر التسرب من الوصلة الجراحية: كما هو الحال في أي عملية جراحية تتضمن وصلات في الجهاز الهضمي، هناك خطر صغير لحدوث تسرب من الوصلة بين المعدة والأمعاء.

ما هي أضرار عملية تحويل المسار على المدى البعيد؟ 

على المدى البعيد، بالإضافة إلى مخاطر سوء التغذية، قد تشمل أضرار عملية تحويل المسار على المدى البعيد احتمالية تطور حصوات المرارة، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى المعوية.

من ضمن المشاكل بعيدة الأمد أيضاً أن هذه العملية ليست قابلة للعكس بشكل كامل، فعلى على الرغم من إمكانية إجراء عملية عكسية في بعض الحالات، إلا أنها عملية معقدة وقد لا تعيد الجهاز الهضمي إلى حالته الأصلية.

 

أيهما أفضل، تكميم المعدة أم عملية الساسي

من أول ما تقرأ عند البحث عن جراحات السمنة هي عملية تكميم المعدة، التي تعد الخيار الأكثر شيوعاً. 

وهذا ربما يجعلك تسأل: أيهما أفضل، تكميم المعدة أم عملية الساسي؟ 

فتعالوا تجري مقارنة سريعة وشاملة بين تكميم المعدة وعملية الساسي توضح أبرز الفروق بين العمليتين:

وجه المقارنة

تكميم المعدة

عملية الساسي (SASI)

الصعوبة الجراحية

أقل تعقيدًا، لا تتضمن وصلات في الأمعاء.

أكثر تعقيدًا قليلاً، تتضمن وصلة واحدة بين المعدة والأمعاء.

نتائج فقدان الوزن

فقدان وزن جيد، ولكنه قد يكون أقل من الساسي على المدى الطويل.

فقدان وزن أكبر وأكثر استدامة على المدى الطويل.

تحسين الأمراض المصاحبة للسمنة

فعال في تحسين العديد من الأمراض، ولكنه قد يكون أقل فعالية من الساسي في بعض الحالات (مثل السكري الشديد).

فعالية عالية في تحسين أو علاج معظم الأمراض المصاحبة للسمنة، خاصة السكري من النوع الثاني.

الأعراض الجانبية

غثيان، قيء، حرقة، نقص طفيف في بعض الفيتامينات.

غثيان، قيء، إسهال متكرر، خطر أكبر لنقص الفيتامينات والمعادن.

مدة التعافي

عادةً ما تكون أقصر.

قد تكون أطول قليلاً بسبب التدخل الإضافي في الأمعاء.

السعر

عادةً ما تكون أقل تكلفة.

قد تكون أعلى تكلفة نظرًا للتقنية الإضافية والمتابعة الأكثر تخصصًا.

التأثير على الامتصاص

تأثير أقل على امتصاص المواد الغذائية.

تأثير أكبر على امتصاص السعرات الحرارية والمواد الغذائية.

المتابعة الطبية

متابعة دورية، مع التركيز على النظام الغذائي وتناول الفيتامينات الأساسية.

متابعة طبية أكثر دقة وتكرارًا، مع التركيز على مراقبة مستويات الفيتامينات والمعادن.

 

أيهما أفضل؟ لا يوجد إجابة قاطعة حول أيهما أفضل، فتلك تعتمد على الحالة الصحية الفردية للمريض، ودرجة السمنة، والأمراض المصاحبة، وتفضيلات المريض، وتقييم الطبيب المعالج. 

عملية تكميم المعدة قد تكون خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من سمنة أقل حدة ولا يعانون من مشاكل امتصاص أو أمراض مصاحبة شديدة. 

بينما قد تكون عملية الساسي خيارًا أفضل للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة جدًا أو مرض السكري من النوع الثاني غير المنضبط أو مشاكل أخرى تتطلب فقدان وزن أكبر وتأثيرًا أكبر على امتصاص السعرات الحرارية.

 

كم تستغرق عملية الساسي

كم تستغرق عملية الساسي؟ تستغرق عملية تحويل المسار الساسي عادةً ما بين ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات، وذلك يعتمد على خبرة الجراح وتعقيد الحالة التشريحية للمريض.

ومما لا شك فيه أن الدكتور محمد تاج الدين هو أحد أشهر جراحي السمنة في مصر وأكثرهم خبرة. 

فقد أجرى العديد من العمليات وحول حياة العديد من المرضى للأفضل، شاهد بنفسك: 

عملية تحويل المسار الساسي هي إجراء جراحي فعال لفقدان الوزن وعلاج الأمراض المصاحبة للسمنة، ولكنها تتطلب دراسة متأنية وفهمًا كاملًا لمميزاتها وعيوبها. استشارة جراح متخصص مثل الدكتور محمد تاج الدين في جراحات السمنة هو الخطوة الأولى نحو اتخاذ قرار مستنير يناسب حالتك الصحية وأهدافك.

Dr Mohamed Tag
بكالوريوس في الطب , جامعة الأزهر تقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف ديسمبر 2003 درجة الماجستير (في العلوم)

نصائح طبية متعلقة

لا توجد نصائح طبية متعلقة

احجز