صديقي، مرحلة المراهقة هي فترة فريدة ومليئة بالتحديات، كما أن لها أهمية خاصة، فهي سن التكوين، واكتشاف الذات، وبناء الثقة بالنفس. 

لذلك ننصحك، أو من تحب، أن تتخلص من شبح “السمنة عند الشباب” مبكراً وتضع له حداً منذ هذه المرحلة المبكرة من العمر. 

الوزن الزائد لا يهدد الصحة البدنية فحسب، بل يلقي بظلاله على الصحة النفسية، ويقيد الأنشطة، ويجعل المراهق يشعر بالعزلة وعدم الثقة. 

ولذلك لا غرابة في طرح هذا الخيار الجريء: جراحات السمنة للمراهقين

لكن هل هو حل فعال أم قرار محفوف بالمخاطر؟ وما هو السن المناسب للتكميم وغيرها من العمليات؟

اليوم سنفهم سوياً متى يمكن أن تكون جراحة السمنة للمراهقين هي الخيار الأمثل، وما هي المخاطر والفوائد المحتملة. 

 

السن المناسب للتكميم وعمليات السمنة

تحديد السن المناسب للتكميم أو أي من جراحات السمنة للمراهقين ليس قرارًا بسيطًا يعتمد على العمر الزمني وحده، بل هو تقييم شامل ومعقد يأخذ في الاعتبار عدة عوامل حيوية. 

تاريخيًا، كانت هذه الجراحات مقتصرة على البالغين، لكن الأبحاث والخبرة المتزايدة أظهرت أنها يمكن أن تكون خيارًا فعالًا للمراهقين المؤهلين، بل وحتى الأطفال في بعض الحالات. 

المعايير الأساسية لتحديد السن المناسب والتأهيل:

  1. الوصول إلى نهاية النمو البدني:

بشكل عام، يُفضل أن يكون المراهق قد أكمل معظم نموه البدني. هذا يعني أن لوحات النمو في عظامه قد أغلقت أو على وشك الإغلاق.

  • الأهمية: إجراء الجراحة قبل اكتمال النمو قد يؤثر على التطور العظمي، على الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى أن التأثير قد لا يكون كبيرًا إذا تم إعطاء المكملات الغذائية اللازمة.
    غالبًا ما يكون العمر بين 13 إلى 18 عامًا هو النطاق الذي يتم تقييم المراهقين فيه، ولكن يتم التركيز بشكل أكبر على نضج الهيكل العظمي بدلاً من العمر المحدد.

 

  1. مؤشر كتلة الجسم (BMI):

يوصى عادة بـ جراحة السمنة للمراهقين في الحالات التي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 40 كجم/م2.

  • أو: مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 35 كجم/م2، مع وجود أمراض مصاحبة شديدة للسمنة (مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي).
  • الأهمية: هذه المستويات من السمنة تحمل مخاطر صحية كبيرة تفوق مخاطر الجراحة.

 

  1. فشل محاولات فقدان الوزن غير الجراحية:

يجب أن يكون المراهق قد حاول، تحت إشراف طبي متخصص، برامج فقدان الوزن غير الجراحية لمدة 6 أشهر إلى سنة على الأقل دون تحقيق نتائج مستدامة. 

تشمل هذه البرامج التغذية السليمة، النشاط البدني المنتظم، والتعديلات السلوكية.

  • الأهمية: التأكد من أن الجراحة هي الملاذ الأخير بعد استنفاذ جميع الخيارات الأخرى.

 

  1. النضج النفسي والاستعداد العاطفي:

يجب أن يكون المراهق ناضجًا بما يكفي لفهم العملية، الالتزامات مدى الحياة (الغذائية والسلوكية والمكملات)، وقادرًا على اتخاذ قرار مستنير بموافقة الوالدين. يجب أن يكون لديه نظام دعم قوي.

  • الأهمية: الجراحة ليست مجرد إجراء جسدي، بل تتطلب التزامًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا قبل وبعد العملية.

 

  1. التزام الأسرة بالدعم:

الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في دعم المراهق قبل وبعد الجراحة، من حيث توفير البيئة الغذائية الصحية، والتشجيع على النشاط البدني، وتقديم الدعم العاطفي.

  • الأهمية: بدون دعم الأسرة، قد يكون من الصعب على المراهق الالتزام بالتغييرات المطلوبة.

تحديد السن المناسب للتكميم وجميع جراحات السمنة للمراهقين هو قرار يتخذه فريق طبي متعدد التخصصات يشمل جراح السمنة، أخصائي تغذية، أخصائي نفسي، وطبيب أطفال أو باطنة.

وكل ذلك موجود بالفعل في مركز الدكتور محمد تاج الدين، فالدكتور حريص على إعطاء فرصة تصحيح الحياة والتخلص من السمنة للجميع من كل الأعمار. 

ولذلك ستجد الكثير من قصص النجاح مع الدكتور محمد تاج الدين ممن لهم أعمار يافعة وصغيرة نسبياً، شاهد بنفسك: 

https://www.youtube.com/watch?v=Hf2HKC0U0QE&t=1s

 

جراحات السمنة للمراهقين: هل هي خطيرة؟

مثل أي تدخل جراحي كبير، تحمل جراحة السمنة للمراهقين بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. ومع ذلك، من المهم وضع هذه المخاطر في سياقها الصحيح مقارنة بمخاطر الاستمرار في السمنة المفرطة.

مخاطر الجراحة المحتملة (على المدى القصير والطويل):

  • المخاطر الجراحية العامة: وتشمل النزيف، العدوى، الجلطات الدموية، ومخاطر التخدير. هذه المخاطر موجودة في أي عملية جراحية، ولكنها نادرة نسبيًا في المراكز المتخصصة.
  • مخاطر خاصة بجراحات السمنة:
    • التسرب: وهو احتمال حدوث تسرب من خط الدبابيس الجراحية في المعدة. هذه من أخطر المضاعفات ولكنها نادرة.
    • انسداد الأمعاء: قد يحدث بسبب التصاقات بعد الجراحة.
    • نقص الفيتامينات والمعادن: وهو خطر شائع ومستمر، ويتطلب التزامًا مدى الحياة بالمكملات الغذائية لتجنب مضاعفات خطيرة مثل فقر الدم، وهشاشة العظام، ومشاكل الأعصاب.
    • مشاكل غذائية: مثل الغثيان، القيء، أو عدم تحمل بعض الأطعمة.
    • مشاكل نفسية: مثل اكتئاب بعد الجراحة (الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة)، أو صعوبات في التكيف مع الصورة الجديدة للجسم.
    • ترهل الجلد: وهو نتيجة طبيعية لفقدان الوزن الكبير، وقد يتطلب جراحات تجميلية لاحقًا.

هل هي خطيرة أكثر على المراهقين؟

الدراسات الحديثة تشير إلى أن جراحات السمنة للمراهقين، عند إجرائها في مراكز متخصصة وعلى أيدي جراحين ذوي خبرة، تكون آمنة بنفس القدر أو حتى أكثر أمانًا مقارنة بالبالغين.

وذلك لأن المراهقين غالبًا ما يتمتعون بصحة عامة أفضل ولديهم أمراض مصاحبة أقل حدة مقارنة بالبالغين الذين يعانون من نفس درجة السمنة المفرطة. 

معدلات المضاعفات تكون منخفضة جدًا في المراكز المتخصصة.

الخطر الحقيقي: الخطر الأكبر غالبًا ما يكون في الاستمرار في السمنة المفرطة وتفاقم الأمراض المصاحبة لها في سن مبكرة، مما يؤثر على جودة الحياة والمدى العمري. 

مقارنة بذلك، يمكن أن تكون الجراحة هي الخيار الأقل خطورة والأكثر فائدة على المدى الطويل.

 

متى ينصح المراهقين بالخضوع لجراحات السمنة؟

ليست كل حالات السمنة عند الشباب تتطلب تدخلًا جراحيًا. 

فمتى تكون جراحة السمنة للمراهقين هي الحل الأنسب والأفضل؟ 

تكون كذلك في حالة انطبقت عليه المعايير التي سبق أن ذكرناها في هذا المقال، وبعد الخضوع للتقييم الطبي الشامل للحالة. 

لكن دعنا ننوه هنا أنه ليس كل مراهق يعاني من زيادة الوزن ينبغي أن يخضع مباشرة لجراحات السمنة. 

أنت ما زلت في سن مبكرة، لم تعييك آلام المفاصل الشديدة، ولم تصب بعد ببعض حالات القلب والأوعية الدموية، حاول الالتزام بالأنظمة الغذائية المتزنة، وبذل المجهود وممارسة التمارين، فإن ذلك أصح لجسمك على جميع المستويات. 

لكن إذا كنت قد جربت بالفعل كل ذلك، أو تحتاج إلى بعض المساعدة فلا مانع من التوجه لمركز طبي متخصص مثل مركز الدكتور محمد تاج الدين، والخضوع للفحص لاختيار جراحة السمنة المناسبة

 

وباختصار، جراحات السمنة للمراهقين لا تُعد حلاً سريعًا، بل هي تدخل جراحي كبير يُلجأ إليه عندما تصبح مخاطر السمنة المفرطة على صحة وحياة المراهق أكبر من مخاطر الجراحة نفسها.

 

نصائح للمراهقين الذين يعانون من السمنة

إذا كنت مراهقًا تعاني من السمنة، أو تعرف شابًا يمر بهذه التجربة، فهذه النصائح مهمة للغاية، سواء كنت تفكر في الجراحة أم لا:

  1. لا تتردد في طلب المساعدة الطبية المتخصصة: السمنة ليست فشلًا شخصيًا، بل هي مرض معقد يتطلب رعاية طبية. تحدث مع طبيب العائلة، أو أخصائي غدد صماء، أو أخصائي تغذية متخصص في سمنة الأطفال والمراهقين.
  2. ركز على تغيير نمط الحياة بشكل تدريجي ومستدام: لا تبحث عن الحميات الغذائية السريعة. ركز على تناول الطعام الصحي المتوازن، وتقليل السكريات والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة.
  3. ابحث عن النشاط البدني الذي تستمتع به: الرياضة ليست عقابًا. جرب أنواعًا مختلفة من الأنشطة (السباحة، كرة القدم، الرقص، المشي، ركوب الدراجات) حتى تجد ما تستمتع به وتلتزم به.
  4. احصل على دعم نفسي: تحدث مع مستشار نفسي أو أخصائي اجتماعي. يمكن أن يساعدك في التعامل مع التحديات العاطفية المرتبطة بالسمنة، مثل قلة الثقة بالنفس، التنمر، أو الأكل العاطفي.
  5. لا تقارن نفسك بالآخرين: رحلتك فريدة. ركز على تحسين صحتك ورفاهيتك الشخصية، وليس على تحقيق “الجسم المثالي” الذي تراه في وسائل الإعلام.
  6. تواصل مع والديك أو شخص بالغ موثوق به: تحدث معهم بصراحة عن مشاعرك وتحدياتك. دعمهم حيوي لنجاحك.
  7. كن صبورًا ومثابرًا: فقدان الوزن رحلة طويلة تتطلب الصبر والمثابرة. ستكون هناك تحديات، ولكن الاستمرار في الجهود هو المفتاح.
  8. إذا كانت الجراحة خيارًا: تأكد من فهمك الكامل لكل جوانبها، وكن مستعدًا للالتزامات مدى الحياة.

 

إن السمنة عند الشباب هي تحدٍ كبير يؤثر على جوانب متعددة من حياة المراهق. 

بينما تظل تغييرات نمط الحياة هي حجر الزاوية في العلاج، فإن جراحات السمنة للمراهقين قد تكون، في بعض الحالات، هي البوابة الحقيقية نحو مستقبل صحي ونشيط. 

Dr Mohamed Tag
بكالوريوس في الطب , جامعة الأزهر تقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف ديسمبر 2003 درجة الماجستير (في العلوم)

نصائح طبية متعلقة

لا توجد نصائح طبية متعلقة

احجز